عزز انخفاض الين الدولار يوم الخميس مع خفض بنك اليابان توقعات النمو في ضوء الرسوم الجمركية الأمريكية وإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، بينما يراقب المستثمرون مؤشرات على تهدئة الحرب التجارية وينتظرون بيانات سوق العمل الأمريكية.
وانخفض الين بنحو 1.1% إلى 144.74 ين مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى له منذ العاشر من أبريل. وكان قد سجل في آخر تعاملات 144.33 ين مقابل الدولار.
كان قرار البنك المركزي بتثبيت أسعار الفائدة متوقعا بالإجماع، لكن المستثمرين رأوا أن خفض التوقعات يقلل من احتمالات رفع أسعار الفائدة في المستقبل.
وقال محمد الصراف، الباحث في سوق الصرف الأجنبي لدى بنك دانسكه: “لم يكن مفاجئا أنهم خفضوا توقعات النمو والتضخم، لكن كلاهما كان أكبر بكثير مما توقعه السوق” وكانت الإشارات بوضوح أكثر تشاؤما من التوقعات.”
ويتوقع بنك اليابان الآن أن يصل التضخم الاستهلاكي الأساسي إلى مستويات تتفق مع هدفه البالغ 2% بحلول النصف الثاني من السنة المالية 2026 وما بعدها، وهو ما يؤخر التوقيت بنحو عام عن توقعاته السابقة في يناير/كانون الثاني.
وأصبح متداولو سوق المال يقدرون الآن 10 نقاط أساس فقط من التشديد بحلول نهاية العام، انخفاضا من نحو 16 نقطة أساس قبل الاجتماع.
وفي مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع، قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا إنه ليس هناك حاجة لرفع أسعار الفائدة على عجل في حين أن التضخم الأساسي توقف.
استقرار الدولار
كان الدولار حتى الآن أحد أكبر الضحايا في الحرب التجارية حيث أثرت الرسوم الجمركية المتقلبة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على توقعات النمو وزعزعت الثقة، مسجلا أكبر انخفاض شهري له في عامين ونصف العام حتى أبريل نيسان.
لكن الدولار ارتفع من أدنى مستوياته بعد أن علق ترامب الكثير من الرسوم الجمركية وألمح إلى إبرام صفقات، بما في ذلك مع الصين، التي فرضت عليها الولايات المتحدة أعلى رسوم جمركية على الواردات.
امتد انتعاش الدولار يوم الخميس، مما دفع اليورو إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 1.1288 دولار، وتراجع الجنيه الإسترليني بنحو 0.2% إلى 1.3302 دولار. وكانت معظم الأسواق الأوروبية مغلقة يوم الخميس بمناسبة عطلة عيد العمال.
وقال ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملة في ويستباك في سيدني: “نحن في نافذة هنا حيث نسير على مسار خفض التصعيد، وهناك بعض الصفقات التي تهدف إلى خفض التصعيد حولها”.
وقال ترامب يوم الأربعاء إن لديه اتفاقيات تجارية “محتملة” مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان وأن هناك فرصة جيدة للغاية للتوصل إلى اتفاق مع الصين.
وقال الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير في وقت سابق من يوم الأربعاء إنه لا توجد محادثات رسمية مع الصين على الرغم من أن يويوان تانتيان، وهو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي تابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية الرسمية، قال إن إدارة ترامب اتصلت بالصين سعيا لإجراء مناقشات.
أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن ارتفاع الواردات بسبب التعريفات الجمركية المسبقة دفع الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى وضع الانكماش في الربع الأول، على الرغم من أن بعض خبراء الاقتصاد اعتبروا الطلب الخاص المرن علامة إيجابية.
ومن المقرر صدور طلبات البطالة واستطلاع معهد إدارة التوريدات الصناعي في وقت لاحق من يوم الخميس، على الرغم من أن أرقام سوق العمل لشهر أبريل يوم الجمعة ستكون القطعة التالية من البيانات الصلبة التي ستستخدمها الأسواق لقياس مخاطر الركود .
من المتوقع تباطؤ التوظيف في الولايات المتحدة إلى 130 ألف وظيفة.
وقال الصراف من بنك دانسكه “سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تتفاعل الأسواق إذا شهدنا مفاجأة ملحوظة لأن البيانات الأميركية لم تلعب دورا طوال شهر أبريل”.
“إذا نظرنا إلى ردود أفعال السوق، فإن الدولار لم يتحرك فعليا مع البيانات الأميركية.”
انخفض الدولار الأسترالي قليلاً مقابل نظيره الأمريكي بعد شهر أبريل القوي الذي شهد وصوله إلى أعلى مستوى في عدة أشهر.
بلغ الدولار الأسترالي آخر مرة 0.6384 دولار أمريكي، بعد أن وجد دعمًا مؤخرًا بعد قراءة تضخم أعلى بقليل من المتوقع، مما خفف من حدة بعض الرهانات الأكثر تشاؤمًا بشأن مسار أسعار الفائدة. واستقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5924 دولار أمريكي.
