لا يزال خبر رحيل الإعلامي المحبوب صبحي عطري يخيم كصاعقة على عائلته ومحبّيه، الذين يعيشون لحظات ثقيلة من الحزن والانتظار، بترقب بالغ لانتهاء الإجراءات الرسمية التي تمهّد لنقل جثمانه من ألمانيا إلى دبي، حيث مقر إقامته وأحبّته.
عائلة الراحل أوضحت أنها لا تزال عالقة وسط سلسلة من الإجراءات القانونية المعقدة، ما أخّر عودة جثمان صبحي إلى أرض الوطن الثاني، الإمارات. شقيقه أيهم عطري يتابع التفاصيل شخصيًا، وعبّر عن امتنانه العميق للسفارة السورية في برلين، ودولة الإمارات ووزارة خارجيتها، لوقوفهم إلى جانب العائلة في هذا الظرف العصيب.
في لحظة مؤلمة تقطر صدقًا، تحدثت والدة صبحي بكلمات تصعب على القلب حملها، فقالت: “ما حدث كان صاعقة… كل زاوية في البيت تهمس باسمه، كل صوت مفاتيح يوقظ أملي بعودته… لكنه لم يعد.”
واستعادت الأم الذكرى الأخيرة قائلة:“في آخر رمضان كنا معًا… كان سعيدًا بشكل غريب، وعيد ميلاده اقترب، قلت له: اذهب واحتفل مع أصدقائك… كان يعشق السفر. لكنه ذهب ولم يرجع.”
أما شقيقه أيهم، فشدّد على أن العائلة هي المصدر الوحيد الموثوق لأي معلومات أو بيانات تتعلق بالراحل، مؤكّدًا أنهم سيتخذون الإجراءات القانونية بحق مروّجي الشائعات التي طالت ظروف وفاته، بعد انتهاء مراسم العزاء.
وفي شهادة صادقة، شاركت هدى زين الدين، صديقة صبحي المقربة، آخر لحظاتها معه:“آخر مكالمة بيننا كانت مليئة بالضحك… لم يبدُ عليه أي اكتئاب. بل كان متحمّسًا جدًا لمشاريعه الجديدة. ما يُقال عن حالته النفسية لا يمت للواقع بصلة.”
صبحي عطري، الذي طالما أطلّ بابتسامته على الشاشة، رحل فجأة… لكن أثره بقي نابضًا في قلوب الجميع. لم يكن مجرد إعلامي، بل كان صوتًا دافئًا في بيوت الناس، وصديقًا حقيقيًا لمن عرفه عن قرب.
صبحي عطري (1977–2025) كان إعلاميًا وصحفيًا ومقدم برامج سوريًا بارزًا، اشتهر بتقديم البرامج الفنية والترفيهية في العالم العربي، خاصة عبر قنوات “روتانا خليجية” و”MBC”.
وُلد عطري في 6 يوليو 1977 بمدينة حلب السورية. حصل على بكالوريوس في الأعمال الإدارية من جامعة حلب، ثم تابع دراسته في مجال الإعلام، فنال شهادات في تقنيات العمل الإعلامي والتلفزي، وإعداد البرامج وتقديم الأخبار والبرامج الحوارية.
بدأ عطري مسيرته الإعلامية عام 2007 في قناة “روتانا خليجية”، حيث قدم النشرة الفنية الأسبوعية ضمن برنامج “سيدتي”، وشارك في إعداد برنامج “Fashion Time”. عمل لاحقًا مع قنوات مثل “LBC”، و”DMTV”، و”المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI)”. في عام 2014، انضم إلى مجموعة “MBC” وقدم برنامج “تريندنغ”، وكان مراسلًا لبرنامج “ET بالعربي”.
خلال مسيرته، أجرى عطري أكثر من 3000 مقابلة مع نجوم عرب وعالميين، وشارك في تغطية فعاليات كبرى مثل “جوائز جوي” و”مهرجان البحر الأحمر السينمائي”.
أصدر عطري كتابًا بعنوان “سفينة روح” عام 2017. وفي عام 2018، حصل على جائزة أفضل مقدم برامج عربي من مهرجان الفضائيات العربية.
توفي صبحي عطري في 23 أبريل 2025 عن عمر يناهز 47 عامًا، إثر إصابته بذبحة صدرية مفاجئة، وفقًا لما أكده خاله سمير أسعد. شكلت وفاته صدمة في الأوساط الإعلامية والفنية، حيث نعته العديد من المؤسسات والزملاء.