يعتقد بعض الأفراد أن الحجاب قد يؤدي إلى تساقط الشعر، إلا أن الحقيقة تشير إلى أن الحجاب يوفر حماية للشعر من العديد من العوامل الضارة، مثل الأشعة الشمسية الضارة، والغبار، والأتربة، والرطوبة، والجفاف. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل طريقة ارتداء الحجاب هي الأنسب لصحة الشعر؟
في هذا المقال، سنستعرض أسباب تساقط الشعر، ونوضح فوائد الحجاب للشعر بالتفصيل، وسنجيب على التساؤل: هل الحجاب يسبب تساقط الشعر؟
تتعدد الأسئلة التي تطرحها النساء المحجبات حول ما إذا كان الحجاب مفيدًا لشعرهن أم لا. للحجاب فوائد عديدة تتعلق بصحة الشعر والجوانب الصحية الأخرى، وسنركز هنا على الفوائد المتعلقة بصحة شعر المرأة المحجبة، الذي يتمتع بصحة أفضل نتيجة عدم تعرضه لعوامل التلوث المنتشرة في الخارج، مثل الغبار الذي قد يتسبب في تلف الشعر، والأشعة الشمسية المباشرة التي تؤدي إلى فقدان نعومة الشعر مع مرور الوقت.
قد يهمك : طفرة جينية نادرة تكشف: لماذا يكتفي البعض بساعات نوم أقل دون أن يتعبوا؟
من المهم الإشارة إلى عدم وجود علاقة بين تعرض الشعر لأشعة الشمس وتغذيته، إذ إن تغذية الشعر تصل إلى بصيلاته عبر الأوعية الدموية، مما يعني أن صحة الشعر تعتمد على صحة الجسم بشكل عام. كما أن الحجاب يقي من الإصابة بقشرة الرأس، ولا يرتبط بتساقط الشعر الذي تعود أسبابه إلى عوامل متعددة.
أسباب تساقط الشعر
تتعدد العوامل التي تؤثر على صحة الشعر، ومن أبرز أسباب تساقط الشعر:
- العوامل الوراثية : عند الحديث عن تساقط الشعر الوراثي، يتبادر إلى الذهن نمط الصلع الذكوري، إلا أن جميع الأجناس معرضة لهذا النوع من التساقط.
- الولادة: تعد من أبرز أسباب تساقط الشعر لدى النساء، حيث يدخل الشعر في مرحلة نمو سريعة أثناء الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية.
- موانع الحمل الهرمونية : قد يحدث تساقط الشعر لدى النساء نتيجة التوقف عن تناول وسائل منع الحمل الهرمونية، أو البدء بتناولها، أو تغيير نوعها.
- نقص التغذية : يتطلب تكوين الشعر الصحي الحصول على العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد والزنك وفيتامين (B3) (النياسين) والبروتين.
- الأدوية : يمكن أن تتسبب بعض الأدوية، خاصة تلك المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، السرطان، التهاب المفاصل والاكتئاب، في تساقط الشعر المزمن.
- قشرة الرأس : قد يؤدي التهاب فروة الرأس إلى حكة تؤدي إلى خدشها، مما يزيد من تساقط الشعر.
- الضغط النفسي والتوتر : تؤثر الظروف النفسية السلبية على صحة الشعر، خاصة تلك التي تحدث تغييرات جذرية في الحياة، مثل الوفاة أو الطلاق أو فقدان مصدر الدخل.
- أمراض المناعة الذاتية : قد يتعرف الجسم على بصيلات الشعر كأجسام غريبة ويهاجمها، مما يؤدي إلى تساقط الشعر، كما يحدث في حالات مثل الثعلبة.
- تصفيف الشعر بشكل مشدود : يمكن أن يؤدي شد الشعر إلى ترقق تدريجي لخط الشعر، خاصة عند الاستمرار في ذلك لفترات طويلة.
- كثرة تصفيف الشعر بالحرارة : قد يؤدي استخدام أدوات تصفيف الشعر الساخنة والتبييض المفرط إلى تساقط الشعر، وغالبًا ما يتطلب العلاج تجنب هذه المسببات.
- الإفراط في معالجة الشعر : يمكن أن تتسبب الوسائل المستخدمة في تمليس الشعر أو إضفاء التموجات فيه بتلف دائم لبصيلات الشعر.
هل الحجاب يسبب تساقط الشعر؟
بالتأكيد لا، فالحجاب بحد ذاته لا يسبب تساقط الشعر. الأسباب المعروفة لتساقط الشعر قد تم ذكرها سابقًا، ولكن قد يؤثر ارتداء الحجاب
بشكل غير صحيح أو لفترات طويلة على فروة الرأس. إذا كان الحجاب ضيقًا جدًا أو مصنوعًا من مواد غير مريحة، فقد يؤدي ذلك إلى
احتباس الحرارة والرطوبة، وتراكم الدهون في مسام فروة الرأس والشعر. لذا، من المهم اختيار أقمشة مناسبة والحفاظ على نظافة
الشعر وفروة الرأس لتجنب أي مشاكل في التهوية. مع اتخاذ الاحتياطات الصحيحة، يمكن أن يكون الحجاب وسيلة فعالة للحفاظ على الشعر وحمايته.
الحجاب وتساقط الشعر: هل هناك علاقة حقيقية أم مجرد خرافة؟
لطالما كانت هناك تساؤلات تثير جدلًا بين النساء حول تأثير ارتداء الحجاب على صحة الشعر، فهل يمكن أن يؤدي الحجاب حقًا إلى
تساقط الشعر؟ أم أن هذا الاعتقاد لا يتعدى كونه مجرد أسطورة متداولة؟
في البداية، من المهم أن نفهم أن صحة الشعر تعتمد بشكل رئيسي على عوامل داخلية مثل التغذية، الوراثة، والعناية الشخصية بالشعر
وفروة الرأس. وبالتالي، فإن القول بأن الحجاب وحده يسبب تساقط الشعر ليس دقيقًا. لكن قد توجد بعض الحالات التي يرتبط فيها الأمر
بأسلوب ارتداء الحجاب وطريقة العناية بالشعر تحت الحجاب.
على سبيل المثال، إذا كانت المرأة تربط شعرها بإحكام شديد لفترات طويلة، فقد يؤدي ذلك إلى نوع من يُعرف بـ”ثعلبة
الشد”، الذي ينجم عن الضغط المتكرر على بصيلات الشعر. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي إهمال غسل الشعر بانتظام أو عدم تهوية فروة
الرأس إلى مشاكل في الفروة مثل القشرة أو التهابات قد تضعف الشعر وتؤدي إلى تساقطه.
لكن الأمر الإيجابي هو أن هذه الحالات يمكن تفاديها بسهولة من خلال اتباع بعض الإرشادات البسيطة. يمكن للمرأة أن تختار ربطات شعر
مريحة وغير مشدودة، كما يُنصح بترك الشعر يتنفس وتجنب تغطيته المستمرة لفترات طويلة دون ضرورة. الاهتمام بتنظيف وترطيب
الشعر واستخدام شامبوهات مناسبة للفروة يعد أيضًا أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الشعر تحت الحجاب.
إذن، تساقط الشعر بسبب ارتداء الحجاب هو غالبًا نتيجة ممارسات غير صحيحة في التعامل مع الشعر وليس بسبب الحجاب نفسه.
يمكن القول إن الحجاب لا يشكل عائقًا أمام الحفاظ على شعر قوي وصحي إذا ما تم الالتزام بالعناية المناسبة والاجتهاد في اتباع النصائح المفيدة.
بالتالي، الحجاب بحد ذاته ليس مشكلة، بل هو فرصة للنساء لإظهار تفانيهن في الحفاظ على صحتهن العامة بما فيها صحة شعرهن. كل
ما يتطلبه الأمر هو بعض الاهتمام والحرص لتبقى إطلالتك رائعة وشعرك لامعًا وقويًا بعيدًا عن أي قلق بشأن التساقط.
تجربتي مع الحجاب
“منذ أن قررت ارتداء الحجاب، شعرت بتغيير إيجابي في شعري. في البداية، كنت قلقة من أن الحجاب قد يؤثر سلبًا على صحة شعري،
لكنني اكتشفت أن العكس هو الصحيح. فقد وفر لي الحجاب حماية من عوامل البيئة الضارة مثل أشعة الشمس المباشرة والرياح
القاسية، مما ساعدني في الحفاظ على طراوة شعري وتقليل تعرضه للتلف.
جعلني ارتداء الحجاب أكثر التزامًا بالعناية بشعري، حيث كنت قلقة من أن أكون مبالغًا في تغطيته، مما دفعني إلى تخصيص وقت
للتعرف على منتجات العناية الجيدة بالشعر، مثل الزيوت والأقنعة المغذية، وأصبحت أكثر حرصًا على تمشيط شعري بلطف والحفاظ على نظافة فروة رأسي.”
ختامًا، يمنح الحجاب الشعر عددًا من الفوائد، حيث يحميه من التلوث والغبار وأشعة الشمس الضارة، مما يسهم في الحفاظ على صحته
ونضارته. لا توجد علاقة مباشرة بين تعرض الشعر للشمس وتغذيته، إذ تعتمد صحة الشعر على الصحة العامة للجسم. من جهة أخرى،
الحجاب لا يسبب تساقط الشعر، إنما قد يؤدي ارتداؤه بطريقة غير ملائمة إلى مشاكل مثل احتباس الحرارة وتراكم الدهون.